النمط البوهيمي والديكور الانتقائي.. كثير من الحرية والقليل من القواعد

"البوهو" حين تنتج العشوائية نمطاً جمالياً تحتضن الروح، هو أسلوب يجد فيه عشاق التحرر من القيود والقواعد المفروضة فضاءً حراً للتعبير عن أنفسهم واهتماماتهم وإظهار تفضيلاتهم الشخصية وهو أيضاً واحداً من الأساليب الأكثر شعبية في التصميم الداخلي، بسبب قربه من الحياة اليومية والتفاصيل البسيطة المفعمة بحرية التعبير واتباع القلب في الاختيار لتحويل المنزل للوحة من الإبداع والتفرد.

يدور محور الديكور البوهيمي حول الاحتفال بالتعبير الشخصي ومزج الأنماط والألوان والقوام لخلق مساحة فريدة وانتقائية تعكس الطبيعة الحرة للسكان. ظهرت الحركة البوهيمية في أوائل القرن التاسع عشر، ليتطور كاتجاه شعبي للتصميم الداخلي استمر في الإلهام والإعجاب من قبل الجميع.

ولاكتساب نظرة أعمق حول هذا الاتجاه المذهل، ننتقل إلى خبراء التصميم في الكيدرا: المهندس طارق سكيك، مهاب أيوب، فؤاد أيوب، ونايا الأندلس.
حيث سلطت ثروتهم من المعرفة والخبرة الضوء على جوهر التصميم البوهيمي، وميزاته الفريدة، والنصائح العملية لإنشاء ملاذ بوهيمي متناغم ينسجم مع الروح.

انضم إلينا في هذا المقال لنستكشف معاً ثورة التصميم هذه وأسرارها وأسباب جاذبيتها الدائمة.

1. جوهر التصميم البوهيمي: نسيج من التعبير الثقافي

التصميم البوهيمي هو أكثر من مجرد نمط؛ بل إنه أسلوب حياة يحتفل بجمال التنوع ويحتضن حرية التعبير عن الذات.
نشأت الحركة البوهيمية في القرن التاسع عشر، وقد تطورت فلسفة التصميم هذه إلى سيمفونية من الألوان والقوام والتعبير الفني الذي لا يزال يجذب عشاق الديكور الداخلي في جميع أنحاء العالم.

يشرح طارق سكيك، رئيس قسم التصميم في مجموعة الكيدرا، جوهر وأساس التصميم البوهيمي، قائلاً: "التصميم البوهيمي هو نسيج من التعبير الثقافي الذي يعكس الرغبة في التحرر من الأعراف التقليدية وخلق مساحات تحتضن أسلوب حياة فنية مفعمة بالحياة".

كما يؤكد المهندس فؤاد أيوب، رئيس قسم التنفيذ في الكيدرا، على أهمية اللون والملمس في التصميم البوهيمي، قائلاً: "تخلق لوحة الألوان النابضة بالحياة والأنسجة الغنية في التصميم البوهيمي تجربة حسية تدعوك إلى لمس واستكشاف المكان، فإنه أسلوب تصميم يثير الإحساس بالراحة والدفء والإلهام الفني".

2. الألوان والقوام: سيمفونية من الحيوية

يكمن جوهر التصميم البوهيمي في لوحة متطورة من الألوان والأنسجة التي تثير إحساساً بالفرح والبهجة.

كما يتبع نمط البوهو نغمات الجواهر الغنية، مثل الزمرد الأخضر والأزرق الياقوتي والأزرق الداكن، والتي توصف بأنها ترقص بانسجام مع الأشكال الترابية مثل الطين والبرتقالي الدافئ والبيج الرملي.

تعمل هذه اللوحة المتنوعة والنابضة بالحياة كأساس لخلق مساحة جذابة ومحفزة بصرياً.

تتعمق المهندسة نايا الأندلس في أهمية الملمس في التصميم البوهيمي قائلة "الملمس عنصر أساسي يضيف العمق والشخصية إلى التصميم الداخلي البوهيمي.
وضع طبقات من الأقمشة المختلفة، مثل المخمل الفخم والكتان المنعش والقطن الناعم، يخلق تجربة حسية تجعل المساحة تشعر بالراحة والاسترخاء."

إضافة إلى سيمفونية الزخارف ليكتمل جمال المشهد، فمن الضروري تواجد سجاد ذات زخارف، وأغطية مرتبة، ووسائد مطرزة، مما يزيد من الجاذبية اللمسية للديكور.

3. احتضان الانتقائية: جمال التناغم بين الأنماط

واحدة من السمات المميزة للتصميم البوهيمي هو احتضانه للانتقائية، حيث تشجع فلسفة التصميم هذه أصحاب المنازل على مزج الأنماط والعصور والتأثيرات الثقافية المختلفة، مما يؤدي إلى اندماج متناغم للعناصر المتنوعة.

يوضح طارق سكيك في هذا السياق أن: "التصاميم الداخلية البوهيمية هي مزيج مبهج من الثقافات والأساليب، إذ أنها تعرض جمال الفردية وحرية التعبير عن الذات من خلال الديكورات المستخدمة، لذا احتضن مجموعة من الأثاث والإكسسوارات وقطع الديكور التي تتحدث عن روحك وشخصيتك، بغض النظر عن أصلها أو عصرها."

يضيف مهاب أيوب، الرئيس التنفيذي في مجموعة الكيدرا "المفتاح لتحقيق مظهر بوهيمي متوازن هو تنظيم المساحة بعناية، قم باختيار العناصر التي يتردد صداها معك شخصياً، ولا تخشى المزج بين الأنماط المختلفة ومطابقتها. لتحصل على مساحة خاصة بك بشكل فريد، تعكس شخصيتك واحساسك الفني."

4. عناق الطبيعة: خلق ملاذ هادئ يتم اللجوء إليه

تلعب الطبيعة دوراً حيوياً في التصميم البوهيمي فهي لا تضيف اهتماماً بصرياً فحسب، بل إنها تعزز أيضاً جودة الهواء وتخلق أجواءً هادئة.

كما إنها تعزز الشعور بالهدوء والاتصال بالعالم الخارجي. حيث تعد المساحات الخضراء، على شكل نباتات داخلية، وكروم معلقة، ومواد طبيعية، جزءً لا يتجزأ من التصاميم الداخلية البوهيمية.

وهنا سلطت نايا الأندلس الضوء على أهمية دمج المساحات الخضراء في التصميم البوهيمي قائلة "إن جلب الطبيعة إلى المنزل أمر ضروري في التصميم البوهيمي فقم بدمج نباتات مثل التين ذو الأوراق الكمان، ونباتات monstera deliciosa، ونباتات العنكبوت لإضفاء إحساس بالهدوء والصفاء على الفضاء المحيط."

وغالباً ما يستخدم المواد الطبيعية مثل الروطان والخوص والخيزران في الأثاث والديكور، مما يزيد من ربط المساحة الداخلية بجمال الهواء الطلق.

5.  دعم الفن: واستخدام العناصر الغريبة

تحتفل فلسفة التصميم البوهيمي بجمال استخدام القماش الغير تقليدي وتشجع مالكي المنازل على احتضان لهجات الديكور غريب الأطوار والعناصر الإبداعية.

يؤكد طارق سكيك على دور التعبير الفني لهذه العناصر في التصميم البوهيمي قائلاً "إن التصاميم الداخلية البوهيمية هي ملعب للإبداع، احتضن مشاريع الديكور DIY واعرض مواهبك الفنية من خلال عناصر مثل تعليقات الحائط، وصور من الخيال، والمنسوجات الفنية الغير تقليدية فكلها قطع تضيف لحناً فريداً إلى ملاذك البوهيمي، مما يعكس شخصيتك ويحيك رحلة معيشتك في ملاذك الشخصي."

يضيف فؤاد أيوب بهذا السياق: "أدمج عناصر الديكور التي لها قيمة عاطفية أو تحكي قصة قديمة واستعن بكنوز سوق السلع المستعملة، والموروثات العائلية فكلها طبقات تعبر عن الشخصية وتضيف تاريخ إلى مساحتك البوهيمية، مما يجعل العميل يشعر وكأنه في ملاذ منظم محبب لقلبه ببساطته ودون المبالغة فيه".

6. تناغم الأثاث غير المتطابق: احتضان التفرد

يحتضن التصميم البوهيمي سحر الأثاث غير المتطابق، حيث تحمل كل قطعة في طياتها قصتها الخاصة والتي تضيف لمسات مميزة إلى الأجواء العامة للمساحة.
تمتزج قطع الأثاث القديمة بسهولة مع اللمسات الحديثة، مما يخلق تركيبة انتقائية ومتناغمة.

يوضح مهاب أيوب هنا قائلاً "تحتفل الديكورات الداخلية البوهيمية بجاذبية الأثاث غير المتناسق، لذا احتضن قطعاً فريدة وحصرية تُظهر شخصيتك واجمع بين أنماط الأثاث المختلفة والعصور القديمة لخلق مساحة تشعرك بالاهتمام والأصالة."

كما نصح طارق سكيك قائلاً "للحفاظ على التماسك وسط هذا التنوع، اختر عنصراً موحداً، مثل اللون أو الملمس المشترك، لربط قطع الأثاث المختلفة معاً، سيؤدي ذلك إلى الحصول على مساحة بوهيمية متوازنة بشكل جيد تشعرك بالانسجام والجاذبية."

7. إنشاء زوايا حنين إلى الماضي: زوايا هادئة ملهمة

يشجع التصميم البوهيمي على إنشاء زوايا خاصة وملهمة داخل المنزل.
توفر هذه المساحات المريحة مكاناً مثالياً للاسترخاء والتأمل والانغماس في الاهتمامات الشخصية.

تشارك نايا الأندلس رؤيتها حول تصميم الزوايا المريحة في التصاميم الداخلية البوهيمية، "يُعد إنشاء الزوايا اللحنية جانباً أساسياً من التصميم البوهيمي، فضع في اعتبارك إنشاء زاوية قراءة بوهيمية مع وسائد من المخمل وأغطية ناعمة وإضاءة محيطة، مما يوفر مساحة هادئة للتأمل الهادئ والقراءة الممتعة."

وتتابع قائلة: "قم بتضمين رف كتب مليء بالكنوز الأدبية والتذكارات العزيزة على قلبك، وأضف طاولة جانبية صغيرة لتحمل مشروبك المفضل، وستجد أن هذه اللمسات الشخصية تضفي على الزاوية جوهرك الفريد، مما سيحوله إلى ملاذ متناغم يعكس شغفك واهتماماتك".

8.  أهمية الإضاءة ودورها في السحر البوهيمي

الإضاءة ضرورية في تهيئة الجو العام والأجواء الداخلية البوهيمية حيث تخلق الإنارة الناعمة والدافئة جواً جذاباً وحميمياً، بينما يضيف التفاعل الجذاب للضوء والظلال لمسة من السحر إلى الفضاء.

يناقش فؤاد أيوب أهمية الإضاءة في التصميم البوهيمي قائلاً، "إن وضع مصادر مختلفة للضوء في جميع أنحاء المكان يخلق إيقاعاً ساحراً يكمل التجربة البوهيمية الشاملة. قم بدمج الأضواء الخيطية والفوانيس والشموع لإضفاء توهج لطيف في الفضاء يثير إحساساً بالدفء والهدوء".

كما نصح قائلاً، "انتبه إلى وضع تركيبات الإضاءة لتسليط الضوء على مناطق محددة وعناصر الديكور. فعلى سبيل المثال، استخدم مصابيح معلقة ذات أنماط معقدة لجذب الانتباه إلى عمل فني آسر، أو قم بتركيب مصابيح أرضية مع أباجورة من القماش لإنشاء زاوية قراءة مريحة."

9. تصميم بوهيمي في مساحات مختلفة

يكمن جمال التصميم البوهيمي في تنوعه، حيث يمكن تكييفه مع المساحات المختلفة، من غرف المعيشة إلى غرف النوم ومناطق تناول الطعام وحتى المساحات الخارجية.

يشارك طارق سكيك خبرته في دمج التصميم البوهيمي في مساحات مختلفة كغرف المعيشة البوهيمية والتي تزدهر بأنسجة متعددة الطبقات وألوان نابضة بالحياة، فقد نصح بعملية المزج بين قطع الأثاث وطابقها مع مجموعة متنوعة من الوسائد والأغطية لخلق أجواء ترحيبية ودافئة قائلاً: أدمج مجموعة متنوعة من اللمسات الزخرفية، مثل الصور على الجدران والوسائد الأرضية والحلي العتيقة، لإضافة عمق وشخصية إلى الفضاء."

يتابع قائلاً: "فيما يخص غرف النوم، ركز على خلق جو هادئ وحالم باستخدام الأقمشة الناعمة المتدفقة، مثل الأسرة ذات تصميم المظلة أو الستائر الشفافة والتي تضيف لمسة من الغرابة إلى الديكور ثم قم باحتضان لوحة الألوان الغنية ووضع طبقات لأغطية السرير بفراش فخم لتوفير ملاذ نوم مريح وجذاب."

"أما في مناطق تناول الطعام، ضع في اعتبارك استخدام مزيج من الكراسي والمقاعد لخلق أجواء مريحة وغير رسمية.
قم بدمج ثريا أو إضاءة معلقة لإضفاء لمسة من الأناقة البوهيمية ثم أضف مجموعة متنوعة من النباتات والعناصر الطبيعية واخلق أجواء لإدخال الهواء إلى الداخل لتعيش تجربة تناول طعام منعشة وجذابة."

"أما بالنسبة للمساحات الخارجية، احتضن المواد الطبيعية مثل أثاث الروطان، والأسطح الخشبية، والكثير من النباتات المحفوظة في أواني ثم أنشئ مناطق جلوس مريحة مع سجاد ووسائد ملونة في الهواء الطلق لتشجيع الاسترخاء وانشاء مكان مريح للتجمعات كما يمكن استخدام الأضواء المتسلسلة والفوانيس لخلق جو ساحر لإقامة السهرات المسائية."

10. التصميم البوهيمي مناسب لكل شخصية

التصميم البوهيمي هو أسلوب متعدد الاستخدامات وشامل يمكن تصميمه ليناسب مختلف الشخصيات والتفضيلات.

تشارك نايا الأندلس أفكارها حول كيفية إضفاء اللمسات الشخصية على الديكورات الداخلية البوهيمية قائلة "التصميم البوهيمي يدور حول احتضان شخصيتك الفريدة وخلق مساحة لها صدى مع روحك.
سواء كنت منجذباً إلى الألوان الجريئة والنابضة بالحياة أو تفضل لوحة ألوان أكثر هدوءً وحيادية، يمكنك تكييف التصميم البوهيمي ليعكس شخصيتك".

وتتابع: "إذا كنت من محبي الطبيعة، ركز على دمج المزيد من المساحات الخضراء والعناصر الطبيعية في الديكور. أحط نفسك بالنباتات الداخلية واصنع نقوشاً مستوحاة من الطبيعة باستخدام الأثاث الخشبي والسلال المنسوجة."

"أما بالنسبة لعشاق الفن، يمكن أن يصبح جدار المعرض البوهيمي المليء باللوحات والمطبوعات والصور الفوتوغرافية هو محور المساحة.
امزج وطابق الإطارات ذات الأحجام والأشكال المختلفة لإنشاء عرض انتقائي وفني يعرض مجموعة صورك الفنية والشخصية."

"بالنسبة للمسافرين بشكل دائم، اجمع الأقمشة المتنوعة كهدايا تذكارية واختر الأشياء العزيزة عليك من جميع أنحاء العالم اوضعها و تطبيقها في منزلك.

ابتكر ديكوراً مستوحى من العالم من خلال دمج المنسوجات والحرف اليدوية والقطع الزخرفية التي تعكس الثقافات والوجهات التي استكشفتها."

ملخص لما سبق:

إن التصميم البوهيمي هو أسلوب تصميم داخلي متحرر يحتفل بالفردية والإبداع والاتصال العميق بالطبيعة. ألوانه النابضة بالحياة، والقوام الغني، والاندماج الانتقائي للعناصر تخلق سيمفونية من البهجة البصرية التي تتحدث مع الروح.

وكما أوضح خبراء الكيدرا طارق سكيك وفؤاد أيوب ومهاب أيوب ونايا الأندلس، فإن التصميم البوهيمي ليس مجرد اتجاه بل أسلوب حياة يشجعنا على احتضان تفردنا والتعبير عن إبداعنا وخلق مساحات تعكس شغفنا وخبراتنا.

سواء كان ذلك من خلال احتضان الألوان والقوام النابض بالحياة، أو اندماج الأساليب المتنوعة والتأثيرات الثقافية، أو دمج المساحات الخضراء والعناصر الطبيعية، فإن التصميم البوهيمي يوفر أنسجة ومواد للتعبير الشخصي واكتشاف الذات.

اتصل بنا لمعرفة المزيد في عالم التصميم والديكور